الخميس، 30 أكتوبر 2008

الجمعة، 24 أكتوبر 2008

ملاحم البحر













وصل الناس حفاة
وصل الناس عراة
كي يغنوا
فرأوا البحر بعيد
و رأوا المازوت
يحرق كل شيء
من جديد
فبكوا بكاء الموت
كي تحيى البحار
بلا حديد
تغفو شواطئها
على الرمل الوليد
حتى يعيد البحر
تجديد الحياة كما يريد
***

لو كان في الإنسان أعماق
كما في البحر أعماقٌ
لو كان في الإنسان
أمواج و صخر
لو كان في الإنسان
أحياء وإسفنج
لنمت في كل أمكنة التراب
أعشاب ذاكرة الحياة
و أعشاش الطيور
كل الأماكن يحيى فيها الناس
و الباقي سلام
وجوهُ لا ترى فيها هياكل
وجوهٌ لا ترى فيها زلازل
ترفض أن تعيش على الجماجم
و ترفض أن تكون الأرض
مقبرة العقول
و تعود كي تصحو
على وجه المطر
حتى يغير ماؤها مجرى الحجر
مجرى البشر
في كوكب تجري قوافله
مع لغة الشجر
لغة النسيم البكر
لغة الورود
وكل أصناف الثمر
في جوف أعماقي أعيش مع السمر
فالبحر قانون السلوك
لمن يعد نجوم أجرام السماء
و يرى الكواكب والقمر
في البحر أغنية السلام
أنواع المودة و الكلام
و ذاكرة الوجود
نراها في صفحات
تاريخ البحار
مصفوفة في قاعة
مصفوفة في سطحه
في رمله في كل ما يجري به
و ما يحويه من أحياء
ذاكرة الوجود
يقدمها لنا
حتى تغني للبحار
حتى نعيش مع البحار
مثل السمك
مثل الدلافين
مثل الحياة كما بدت
في عمق ذاكرة البحار
****
أرضي و عمق حضارتي
تحاكي البحر
عن ألف ليلة و الخوابي
عن أقلام ذاكرتي
و ذاكرة الوجود
كل القلاع بكت
لأنها فقدت
صلات البحر و الإنسان
و تغير الزحف الكبير
مع البحار
و تكسرت سفن المودة
كي تغازل عمق أعماق البحار
و تعيش في صمت الظلام
مع المحار
*****
فالبس كما شئت أخي
فالأرض تفهم كل ألوان الورود
و كل أقنعة الزمان
الأرض تحتضن المحبة
و تحتضن الخراب
و تحتضن الملامح في وجوه الشر
و تعيش مع لغة الجراد
و أحلام الصفار
الأرض تابوت الحياة
و الأرض مقبرة البحار
*****
آشور غاب مع الحدائق
و الفنادق و المعاصر
غاب مع العنب
و أحجار الرحى
مع جرة الخمر المعتق
و النبيذ
مع طير أجنحة السلام
مع كل زاوية ينام بها كتاب
يعانق كونه الأعلى
على صمت الغياب
و بابل التاريخ تروي
صمتها الأبدي
عن سر الخراب
و طائر الفينيق يبكي
كي ينام على السحاب
ليسمع ما يغني الناس
عن صمت البحار
البحر يكتب بالرمال
عن السواحل
البحر يكتب بالصخور
عن الكهوف
عن شعب جبلة و الجبال
عن غابة السيقان
تجري كي تلامسها البحار
و الحب يرتفع
لينشر فوق جدران المعابد
لغة البداية
سرّ بدء الخلق في العمل العظيم
لنراها في عصر التكهرب و الصقيع
لغة النهاية
صار فيها القتل حبراً
فيها البلايا
تقتل الإحساس في لغة الوصول
تنشر الآمال في البعد الأليم
في مجاري اليم موتاً
في صحاري الأرض موتاً
من أين جاءوا بكل هذا الموت ؟
و هل للموت غير الموت؟
لم يأت شيء من ديار الموت
يحكي لنا قصص الحياة
و حب سيدة الجمال
وأمواج الرياح
ترفع فوقها
روحاً من الأموات
لترد أرواح الوجود
إلى الحياة
****
ما أجمل الطفل الوليد
نظراته توحي
بأن البحر يأتي بهي
مع مجده وبنائه
مع كلِّ ما أعطاه ربه
من جديد
ما أبشع الطفل الممزق
تجري ملامحه
على سطح الطريق
وأمواج التراب
مع السد يم
وفي تكوين أنواع الشرور
يا ليتني ما كنت في زمن الشرور
أقفلت رحلتي في فراغ الجوف
لأجل أن تحيى المفاصل
تفتحت رئتي مع مجرى البكاء
أسير مع مجرى الدماء
أحضان التراب تضمني
أنمو مع تلا فيف الجذور
لأبقى صامداً
ضد العطب
وضد من باعوا السلامة بالغضب
وقطع الوصل مع حمالة الحطب
فأين يختبئ السخيف
ولماذا يختلط الشريف
مع المنافق والسفيه
ومع المفكر والمقلد والشبيه
لماذا يختلط الرئيس مع الوزير
لأن البحر يخلط ماءه
تخرج منه أمواج الهدير
مع الزبد
نعيش خوفنا من هياج البحر
في لغة الأبد
فالرسم مدفوع
وعنواني على شفتي جمد
وباقي قصتي تروى
رفيقه عالمي الأعلى عباد
رحل المباحث والسجين
والكلّ في البلد صديق
يا رحمة الله على العباد
أرحم بها الإسلام
كلُّ ما نعلمه
يأتي من الكتاب
فاقرأ باسم ربك الأعلى
على سرّ الغياب
*****
لو كان في التاريخ
تاريخ لخفنا
لو كان في الإنسان إنسان
لتغيرت لغة الزمان
وعاش الناس أفراح العيون
لتعود أيدينا تدق
بكلّ ما ملكت
على الوتر الصحيح
*****
بين المودة والحنان
يجري من النهد الحليب
عشتار ترضع طفلها
بين السماء والبحار
بسرّ الخلق من يوم الوجود
متمدداً بعد الوجود
تبقى بحوزتنا المكاسب
والعقود
تبقى بحوزتنا صناعتنا...!
بضاعتنا...!
وكم حققنا من نصرٍ
على دمنا
الفخر يأتينا وينهزم
وأولوا العزم يلتحموا
لكي نبقى مع الشيطان نصطدم
نغازل كلّ امرأة
عسى الأجساد تلتحم
ولا ندري بأن الكون ملتحم
وأن البحر يلتحم
ولحمنا من وجود الأرض ملتحم
سواء في منازلنا
وبكون تكوين الأثير
وذرات التراب مع الجليد
بين الروابط في مفاصلنا
نعيد إنتاج الوجود
كما يريد الله أن يغني الوجود
بالماء والعمل النبيل
شهبٌ تتابعه الحياة
يأتي ليخرج من مياه البحر
موسيقى تكوين الوجود
وصلت كأنها في غياب
نغمٌ يوحد كلَّ شيء
في وجود الكون
من بدء الذهاب
إلى الإياب
والكلّ مقروء
عن صفحات ذاكرة الكتاب
هذا هو التكوين.... &
واعلم أن العقل عند الناس
ألغى المواقع والكتاب
ألغى الموائد والكلام
والحب في زمن الحساب
طريقه أملٌ ونار
والسر منطقه جبان
والعالم الباقي سؤال
وجه ربك .... طاف
في زمن الوجود
على البحار
وجه الجلالة
وكلّ من جاء مع الإكرام
فسبح ربما التسبيح
قد ينهي .... العذاب

حسين عجمية
Ansaroz56@hotmail.com

مداخلة حول الإعجاز العلمي




غالباً ما تؤدي الهزيمة إلى الانحراف عن القضايا الأساسية المتعلقة بوجودنا الحضاري لأن العقل المنهزم يتمسك بخيوط وهمية لإثبات وجوده كوجود مماثل ومعتبر بين حضارات أدركت قيمتها الإنسانية . وتابعت نموها وفق مقتضيات الضرورة التاريخية، لأنها أدركت أن لا وجود خارج التفاعل والتعامل مع متطلبات الحضارة المنبثقة عن زخم الاكتشافات العلمية وتطوير بنيتها التكنولوجية فوضعت القواعد والأسس المرتبطة بقيام نهضة متكاملة على كافة مستوياتها وطاقاتها الداخلية والاستفادة من تبادل الخبرات العالمية في كافة المجالات لتكون ضمن الوجود المعبر عن ماهية الواقع بكافة مجالاته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، وضمن هذا المنظور عَمِلَ من أراد لشعبه وجوداً يعتز به.
أما الواقع العربي بأنظمته المختلفة وبعد أن أصبحت أنظمة وطنية مستقلة أرادت قيام بنية سياسية فوقية وقهرية مترفعة عن قضايا الوطن وأماله وأسست بنية مفادها التركيز على توطيد الأنظمة الاستبدادية بشكل متعالي عن قضايا وهموم الأوطان واهتمت بالمسائل الهامشية والشكلية المرتبطة بالحياة مما وضعها في صورة هلامية مائعة ومنحرفة بالكامل عن المتطلبات الأساسية للوجود ومن خلال الحرص على بقائها في السلطة السياسية ربطت كل شيء بوجودها، وكان لذالك أثره المدمر لبنية المعرفة والطموح العلمي فكرست جهودها لبناء قطيعة مع عقلية التجديد والبناء المدركة لأهمية العلم في قيام حضارة متطورة وتعاونت مع المؤسسات والأفكار ألاهوتية بكافة أشكالها وعقائدها لتأمين غطاء سياسي لوجودها.
ومع وجود الصراع حافظت على بقائها الشكلي كرمز ضروري للمواجهة والبقاء وأساس مهم في الحفاظ على الأوطان من النهب والاستغلال الخارجي من خلال ضخ مجموعة من المفاهيم الدالة على أهمية وحساسية المرحلة القائمة لأنها مرحلة نهوض وتحقيق وجود، غير أن هذا الوجود تحقق بطرقة مغايرة للتطلعات الدالة على بناء واقع متين للدول العربية.
نعم لقد تم بناء واقع منهزم ومقهور بكافة أبعادة العقلية والحضارية ومن خلال الاهتمام الدائم بالتراث المرتبط بعقلية الخلاف المذهبي التاريخي في الوجود الإسلامي والتمسك بذيوله التاريخية لغاية ليست في نفس يعقوب وإنما لغاية التمركز وراء متاريس بنية يمكن تأجيجها في أي وقت والاعتماد عليها في مقاومة أي مد يمكن أن يظهر في نفس الوعي التاريخي الناهض على أساس علمي وقادر على كشف الأخطاء بالجملة .
هذا الواقع نحن به الآن
فالبناء المؤسس على الوهم الديني منذ نصف قرن أدرك مبتغاه في رسم الخطوط العريضة للواقع بظهور المذهبين الشيعي والسني كوجود فاعل في الإبقاء على لعبة التخلف والدوران في حلقات المنازعات الشكلية بتبعيات سياسية هادفة إلى تكريس الانقسام والهزيمة، وجميع المقولات الطافية على السطح غايتها تكريس الوهم في نفوس الشعوب المبعدة عن الثقافة والمشحونة بثقافة الترتيلات العنجهية ولأضاليل الكاذبة والمخادعة للذات، لأنها غير مدركة لأبعادها الحقيقية شعوب خاملة وراء الدعاء المستجاب لإذلال هذه الأمة والنيل من كرامتها التاريخية ووجودها بين الأمم ،إنهم يعرفون تماماً أن القرآن كتاب أخلاق وليس كتاب علم ولا يحتوي قوانين الفيزياء ولا العلوم الرياضية لأنها علوم غير أخلاقية وقادرة على تدمير البشرية. عندما لا تستخدم في المجال الأنسب، فالكيمياء العضوية والهندسة الحيوية والعلوم الزراعية والصناعية وغيرها هي القادرة على تأسيس بنية حضارية عندما ترتكز على قاعدة ثقافية منفتحة ومتحررة من الأوهام وجميع الأضاليل المستخدمة لتكريس الجهل والانقسام على أساس العقائد والمذاهب الدينية، ونظراً لوقوعنا في دائرة العجز والتراجع وعدم القدرة لبناء واقع مرتبط بوجودنا الجغرافي ونابع من هذا الوجود بالذات، هو دليل على تهافتنا وراء الإعجاز القرآني وغيره من الطاقات المدرجة في نظام الأوابد التاريخية ويمكن إحياءها عند اللزوم لمواجهة الحضارة والتقدم ، وعند وصول العقل العربي التراثي العجزي إلى النقطة الحرجة . ضمن هذا الوجود يتحول إلى مقاوم وعابث بكل وجود علمي وكل عقل يخرج عن التبعية وكل حضارة قائمة على العلم والحرية، وخاصةً عندما يحتل مواقع سياسية نافذة ،نظراً لأنها تتطور في مسار يؤدي إلى إلغاء أشكال الفوقية والتبعية وتحرير الإنسان من قيود الثقافة القيدية والمقيدة لحرية الوعي والعقل. لقد أعطى انحسار وتلاشي الأنظمة الشيوعية والفكر الإيديولوجي المرافق لها زخماً قوياً للسلفية فتوسعت ضمن وسط يائس من التغيير وأصبح الفكر الديني متحرر من المواجهة المدعومة من منظومة عالمية لعا ثقلها السياسي على المستوى العالمي فهيمن على العقل الشعبي بطريقة تمكنه من احتكار الفكر المعبر عن ماهيته ومتابعة الواقع الفكري العربي بصورة تنقيحية تمنع ظهور أفكار معادية لوجودها وكبت ألأنفاس بطريقة قمعية عن طريق قيام القيادات الدينية بفتاوى شخصية تظهر المعارضين أعداء للرسالة الإسلامية في كنه ماهيتها الجوهرية وليس بطريقة تعاطيها الفكرية وكأنهم الوريث الفكري الوحيد للعقيدة وكل وجود عقلي خارج طريقة وعيهم هو كفر يستحق العقاب الدنيوي أو التوبة مما أعطى الواقع العربي طبيعة خاصة معادية لكل وجود تواق إلى الحرية في التعاطي مع الأفكار بطريقة نقدية قادرة لوضع أسس علمية لبناء حضارة مستقبلية تنقذ المنطقة من الجمود.
حسين عجمية
Ansaros56@hotmail.com

تظام الأرقام الخلقي





يقول الشاعر ( غوته ) في المبادئ الأولى للسحر
يجب أن تفهم
من الواحد أعمل عشرة
ودع الاثنين وشأنها
واجعل الثلاثة مساواة
وهكذا تكون ثرياً
الأربعة تضيع
ومن الخمس والستة
هكذا تقول الساحرة
أجعل سبعة وثمانية
هكذا يتم الأمر
التسعة هي واحد
والعشرة لاشيء
هذه هي المبادئ الأولى للسحرة.
الأرقام لغة ارتباط الوجود بالعقل، تصنف الوعي بالدلائل القابلة للعد والتراكم والتزامن لأن الأرقام مسيرة الزمن في نظام الوعي لفهم الارتباط بين كينونة المادة وكينونة الوعي والوعي المدرج في نظام التبادل المعرفي، يوضح الدلائل القابلة للعد في نظام الأعداد والقدرة على الربط بين الحياة كعنصر متغير بسرعة متفوقة على الجماد وقابلة للقياس أكثر في نظام الحساب، ضمن مسيرة تطور الأحياء والطبيعة والكون الضامن لها، يغذي التفوق في نظام العقل لمعرفة المحتوى الأساسي لنظام المعارف المتشكلة والقابلة لن تكون مصدر وعي جمعي متعمق ومتمسك بالطبيعة المفاهيمية لنظام التشكل الواعي القادر على ربط الوعي التاريخي بقوة تستدعي الانتباه والدراسة ، لأن الوعي القابل للبقاء في نظام العقل ناشئ عن طبيعة عبقرية كرست معطيات الخليقة بما يوافق نظامها المعرفي ويعطيها الأبعاد القادرة لأن تكون قوة فاعلة ذات ثقل ضاغط ومقاوم لجميع البنى المتغيرة في نظام المعرفة العقلية ، وهذا ما يستدعي أن يرافق وجودها إحداث نمطية واعية قادرة على وعي الضرورات الأكثر قدرة في التأثير على نظام الحياة الإنسانية ، وتمكن العقل فهم الوجود بشكل أعمق وأسهل من جميع البنى السلفية المسيطرة على بنية العقل وتوجهاته المرتبطة بأساليب تقليدية تلغي عملية الإبداع ، لفهم المحتوى البنيوي للكون بأساسياته الأولى ومنع احتكار الوعي العقلي من قبل مفاهيم هيمنت على العقل لفترة قياسية من الزمن، ربطت وجود الوعي بما تفهم من تأويلات مؤطرة ضمن أنساق تقليدية محافظة تعطي لنفسها أهمية عظيمة من خلال احتكارها للوعي المرتبط بنظام الوعي الكوني .
فالأرقام بوصفها قدرة فاعلة في نظام الوجود الكوني استخدمها الإنسان لوعي الضرورات المرتبطة بوجودها لأن إمكانية التشكيل في بنيتها تعطي الحياة قيمة ذات مغزى حاصل في نظام بنائها المرتبط بالأعداد ، لأن ألأعداد كتجريد عقلي قابلة للانطباق على محتوى الكون من وعي ومادة وإن حصر استخدامها بما هو مادي يفقدها الكثير من أهميتها البنيوية المرتبطة بوجودها فقد استخدم الإنسان الأرقام في دلائل ومعايير مختلفة يمكن أن تؤثر على نظام المعارف في تشكلها اللاحق كبنية معرفي للأجيال القادمة بما يساعد على تمكين الأساس المرتبط بالمعرفة الرقمية وقيمتها في بناء الوجود العقلي للبشر .
فالرقم واحد يمثل البداية الأساسية للوجود باعتباره قائماً قبل الوجود بالذات لأنه البداية ما قبل البداية والمعرفة ما قبل المعرفة والعقل الكلي قبل وعي العقل لأن العقل قبل وعيه كان قائماً ضمن وحدة كامنة في ذات الوجود الكوني وعندما انبثق عنه النظام المادي ارتبط نظام الوعي بإنتاجه المادي وغيره من الوعي الغير مرتبط بالمادة إنه الوعي الروحي المدرج في ذات الحياة لإعطائها صيغة التكوين والتطور وما يلامس بنيتها من وعي لذاتها وذات غيرها في نظام الوجود بالثنائية القائمة على العدد اثنان ( 2 ) لأن ارتباط الأسباب بالنتائج وجهت الحياة نحو إدراك عمقها الأصلي في نظام الوجود الكلي وفي البناء الحيوي عبر النظام التناظري الثنائي القائم على التقابل الموجه، لوعي الحاجة لتكوين مفاهيم موحدة في نظام ثلاثي الأبعاد يرفع التناظر إلى مستوى الشمول الكوني لأنه يرتقي بنظام الوجود التصادمي نحو صميم الوحدة القادرة على فهم احتواء الصراع لخلق بنية منسجمة قادرة على التعايش بحرية في نظام الكون القابل لاحتوائها .
من الوحدة إلى الثنائية ومن ثم الانتقال إلى الثلاثية استغرق البناء وجوداً سداسياً مسجلاً في جميع النتائج العددية من البداية وحتى اللانهاية وفق متوالية موضحة عددياً. القراءة من اليمين نحو اليسار
1+2+3=6
4+5+6=15=5+1=6
7+8+9=24=4+2=6
10+11+12=33=3+3=6
13+14+15+=42=2+4=6
16+17+18=51=1+5=6
19+20+12=60=0+6=6
22+23+24=69=9+6=15=1+5=6
25+26+27=78=8+7=15=5+1=6
28+29+30=87=7+8=15=5+1=6
31+32+33=96=6+9=15=5+1=6
34+35+36=105=5+0+1=6
وهكذا حتى اللانهاية سيظل الناتج هو ستة (6)
شكل الخلق المرتبط بالاستغراق السداسي وجود نظام عشري مشكل من تسعة أرقام أساسية ارتبطت مع بداية الثنائية في الخلق هذه الثنائية أعطت النظام العددي ألتسعي ابتداءً من الرقم واحد وحتى الرقم تسعة ويظهر ذلك وفق النموذج التالي :
2+3+4=9
5+6+7=18=8+1=9
8+9+10=27=7+2=9
11+21+13=36=3+6=9
14+15+16=45=5+4=9
17+18+19=54=4+5=9
20+21+22=63=3+6=9
23+24+25=72=2+7=9
26+27+28=81=1+8=9
وهكذا حتى اللانهاية يتم الانتقال من مرحلة إلى أخرى ضمن ارتقاء عددي تسعي متتالي مهما تكررت صيغة الجمع وفق نظام المتوالية المرتبطة بالنظام الثنائي.
غير أن بنية نظام ثلاثي مدرج على لائحة الفهم العقلي بكل المفاهيم المرتبطة به يقتضي تغيراً نوعياً في بنية الوجود المعرفي نظراً للانتقال من النظام من النظام التناظري والصراع إلى نظام الوحدة الشاملة للوعي والقادرة على استيعاب جميع البنى المعرفية في نسق موحد يعطي الصيرورة الإنسانية وجوداً عقلياً قادراً على ربط جميع الأعمال بطاقات مفيدة تغذي روح التآلف الإنساني بما يضمن لجميع الأعمال الإبداعية قدرة توظيف وجودها في خدمة النوع البشري المرتفع فوق الأوهام المرتبة بنظام التفوق العنصري . عندها تظهر الحياة حقيقة مكتملة الوجود ومكتملة الهدف لأنها تتمثل الوعي كخدمة لصيانة وجودها خارج الصدام المعيق للتلاحم الأساسي والضروري لاستمرار الحياة كبنية مرسلة لكوكب نضمن له إمكانية البقاء ونحن قادرين على ذلك .
عندها يمكن بناء وعي بنظام ثلاثي معطى وفق المتوالية التالية كنظام للتكوين اللاحق لبنية الحياة الإنسانية يمكن أن تعطي العقل استنارة جديدة تعينه على كشف أسرار الكون والخلق والكيفية التي بموجبها تمَّ بناء الكون ومن خلال تتابع المتوالية التالية نجد:
3+4+5=12=2+1=3
6+7+8=21=1+2=3
9+10+11=30=0+3=3
12+13+14=39=9+3=12=2+1=3
15+16+17=48=8+4=12=2+1=3
18+19+20=57=7+5=12=2+1=3
21+22+23=66=6+6=12=2+1=3
24+25+26=75=5+7=12=2+1=3
27+28+29=84=4+8=12=2+1=3
30+31+32=93=3+9=12=2+1=3
33+34+35=102=2+0+1=3
36+37+38=111=1+1+1=3
وهكذا حتى اللانهاية يظل حاصل الجمع هو ثلاثة وعندما يتم جمع الأرقام ابتداءً من ثلاثة وفق جمع أفقي ينتهي عند الوصول إلى رقم وحيد نجد أن الحاصل هو دائماً ثلاثة في بنية الأرقام المرتبطة بالنظام الأرضي المرتبط بالنظام العشري المشكل من تسعة أرقام أساسية هي أساس جميع التشكيلات الرقمية في وجودنا المعرفي .
وحتى لو غيرنا النمطية التراتبية للأرقام في توضعها المبني على النظام الثنائي فإننا نصل إلى النتيجة نفسها بمعنى أن الثنائية القائمة في وجودنا المعرفي ستقودنا عاجلاً أم آجلاً إلى معرفة جديدة قادرة على تجاوز الصراع في بنية العقل البشري المرتبط بثنائية الخير والشر وغيرها من المفاهيم التقابلية الواردة في نظام المعارف الإنسانية .
يمكننا أن نجرب المتوالية الثنائية التالية للتعرف على ماهيتها الأساسية وهي معتمدة في بناء الأنظمة الاليكترونية الرقمية كمبدأ أساسي في العمليات الرياضية وغيرها .
1+2=3
4+8=12=2+1=3
16+32=48=8+4=12=1+2=3
64+128=192=2+9+1=12=3
256+512=768=8+6+7=21=2+1=3
1024+2043=3072=2+7+0+3=12=2+1=3
4096+8192=12288=8+8+2+2+1=21=2+1=3
16384+32768=49152=2+5+1+9+4=21=1+2=3
من المتوالية نستنتج أن النظام الثنائي يتطور للارتقاء إلى وجود أكثر أمناً
وحيادية في نظام الوجود ويمكن أن يصل إلى المرحلة التالية في الكشف عن بنية الكون والأساس القائم عليه احتواء جميع أنواع الوجود الحي وغير الحي وكافة أشكال الوجود المرتبطة بالعقل.
حسين عجمية
Ansaroz56@hotmail.com

العقل الكوني بلغة الأرقام












أرقام الخلق
ارتبط وعينا مع الأرقام بالجانب الكمي فجميع الأرقام مخزنة في عقولنا بدلالة كمية نحدد مقاديرها وفق نظام القياس المرتبط بالمادة فالرقم ثلاثة مثلاً في صورته الأكثر وضوحاً في عقولنا هي ( ثلاثة أمتار ، ثلاث درجات ، ثلاثة نجمات ، ثلاث تفاحات ........ إلخ ) هذا الارتباط المرافق للكمية دون إعطائه صفة النوعية والكيفية المرافق لطبيعة العدد العقلية له ما يبرره لأن العقل البشري ربط وجوده بالمقادير في جميع تعاملاته وأبحاثه حتى أضحت حضارة العصر هي الحضارة الرقمية إنها حضارة تبسيط الوعي لدرجة السخف. مما أوجب إهمال جانب هام من معرفة الأرقام ودورها في عملية الخلق – ( يعلمنا فيثاغورث المطلع على العلوم المعرفية في مصر القديمة بأن الرقم هو أصل العالم ونظر إلى جميع الأرقام والعلاقات الرياضية بطريقة نوعية بوصفها رمزاً لحقيقة أعلى ) فالأرقام كاللغات توصل إليها الإنسان من خلال حرصه على حفظ أعماله وخلق بيئة أكثر سعة للتواصلية مع الواقع المحيط والتبصر فيما يحيط بنا من معلومات . فالأرقام نوعيات أولية ، إنها حقائق لنظام أعلى مترابط التكوين ، والنظرة الصحيحة والعلمية نكتشف من خلالها قوانين وأسرار الخلق ويمكننا تصوير الكيفية التي تمت من خلالها عملية الخلق. يمدنا الوعي الخلقي في تعاملنا مع الأرقام من خلال طريقة الاختزال الخلقي والجمع الخلقي بمجموعة من الاكتشافات جديرة بالاهتمام تبرهن مدى قدرة العقل لوعي الحياة بطريقتها الكيفية .
يقودنا الاختزال الخلقي إلى إرجاع عدة أرقام إلى رقم وحيد وذلك بجمع الأرقام المؤلفة للعدد بشكل أفقي حتى نصل إلى رقم وحيد مثال.
10=0+1=1
11=1+1=2
12=2+1=3
13=3+1=4
2311=1+1+3+2=7
8746=6+4+7+8=25=5+2=7
2820=0+2+8+2=12=2+1=3
من خلال قراءة هذه المصفوفات نستنتج أن أي رقم يمكن أن نصل به إلى رقم وحيد موجود في الأرقام من – 1 وحتى 9
إذاً هناك لدينا تسعة أرقام أولية أساسية . إنها النموذج الأساسي لكل عملية خلق عددية أما بقية الأرقام فإننا نراها بأشكال مختلفة مثال :
12— 28 – 42 – 676 – 925 -- إلخ
فالرقم واحد هو أول بداية في الوجود والثنائية هي ناتج تفاعله مع ذاته والثلاثية هي الارتباط القائم بينها وبين القدرة الأولية لتشكيل واقع حيادي
أو خلق حيادي ويستمر الوجود بطريقة تفاعلية يمكن فهمها رقمياً وفق المصفوفة التالي:

1 2 3
4 5 6
7 8 9
10 11 12
13 14 15
16 17 18
إن جميع الأرقام في السلسلة العمودية الأولى هي تشكيلات للواحد مهما تكررت وفق ترتيبات هذه المصفوفة .
1=1
4= 1+2+3+4=10
7=1+2+3+4+5+6+7=28=8+2=10
13=1+3=4=1 كما وجدنا سابقاً
من خلال هذا التحليل يمكن اختزال جميع الأرقم إلى الأرقام الأربعة الأولى وفق الترتيب التالي :
1 2 3
4
إن الأرقام الثلاثة الأولى هي أرقام خلقية أما الخطوة الرابعة فإنها تكرار للأولى ولكن على مستوى جديد، هذه المعرفة قديمة جداً تم على أساسها اكتشاف عملية الخلق وتشكلت بناءً عليها أن عملية الخلق تمت وفقاً لثالوث مقدس ارتبط بمفهوم جميع المذاهب والأديان وهو أساس العقائد السرية للمنظمات الدينية والأحزاب وتشكلت بناءً عليه مجموعة هائلة من المعارف البشرية.
فالعدد (1 ) يمثل الوحدة الأولية التي ينطلق منها الدافع والفاعل الأول والمبدأ الخلاق هويته ذكرية .
العدد ( 2 ) يمثل المبدأ المنفعل الذي يمكنه استيعاب العدد ( 1) على شكل تضاد أو قبول وهويته أنثوية .
العدد (3 ) هو الناتج عن العلاقة بين 1 و2 يحوي الاثنان والفرد وهو حيادي ليس له هوية .
أما العدد (4 ) إنه عدد ليس جديد لأنه زوجي ثنائي القطب نتيجته سلبية ناتجة عن ثلاثية الخلق الأولى وهو أنثوي من جهة وفي الوقت ذاته يمثل بداية جديدة بمستوى الواحد والواحد إيجابي من جهة أخرى . وهكذا بدأت العناصر الأربعة من العلاقة ذاتها بين طبيعة الأعداد.
النار: مبدأ فاعل خلاق
الماء: قطب منفعل مضاد
الهواء: قطب متوازن بين الضدين وهو وسيط حيادي يغذي النار وينقل الماء .
الأرض عنصر رابع لكنها ليست مبدأ صافياً ، إنها مزيج من العناصر الثلاثة الأولى وهي بداية جديدة على مستوى أخر في الوقت نفسه.
ولفهم العلاقة المرتبطة بين الحروف والأرقام عندما تشكل الوعي الخاص بالتفاعل بين اللغة كرقم واللغة كحرف تمكن العقل من ربط علاقة تفاعلية بين الاثنين ظهرت عندنا في اللغة العربية ضمن هجائية.
(أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ ) وتم ربط كل حرف بعدد مقابل وفق هذه المصفوفات.
1=أ 2=ب 3=ج
4=د 5=ه 6=و
7=ز 8=ح 9=ط
10=ي 11=ك 12=ل
13=م 14=ن 15=س
16=ع 17=ف 18=ص
19=ق 20=ر 21=ش
22=ت 23=ث 24=خ
25=ذ 26=ض 27=ظ
28=غ ----------- إلخ
غير أن هناك من يعتمد على ترتيب مغاير عن هذا الترتيب ولكن القيمة العددية تبقى واحدة في الحالتين .
بعد العدد 10 وضعوا 20=ك 30=ل 40=م 50= ن وهكذا حتى الوصول إلى المئة فا 100=ق 200=ر 300=ش 400=ت
وفقاً لشرحنا السابق تظل القيمة نفسها لجميع الأعداد مهما كانت طريقة الترتيب لأن الجمع يقودنا إلى نتيجة واحدة وقيمة واحدة لكل حرف ويمكن توضيح ذلك كما يلي :
الرقم 11=1+1=2
الرقم 20= 0+2=2
الرقم 12=1+2=3
والرقم 30=0+3=3
وهكذا نجد أن الرقم 2=20=11=200= 101=2000
والرقم3=12=21=30=102=201 وهكذا فإن القيمة العددية تبقى واحدة كيفما كانت طريقة الترتيب لأن الترتيب الخلقي نظر إلى الأعداد بطريقة التوافق الأفقي ليربطها بنظام تكوين المعرفة أما العقل المادية نظر إليها كقيمة تراكمية كمية عمودية أفقدها قيمتها المعرفية.
ربط العقل الأحرف بالأعداد وأعطى لكل حرف قيمة عددية ومن خلال التفاعل بين الأحرف والأرقام يمكن أن نتوصل إلى نتائج جديدة .
إن الأحرف الأولى أبجد هوز حطي وزعت على الأرقام العشرة الأولى بالتسلسل وتعني أن الأب والجد العقلي وضعا اللغة في حطي كلمن
وإذا ربطنا حروف كلمة كلمن بما يقابلها من أعداد المصفوفة نجد أن مجموع الأرقام المقابلة للأحرف تساوي 14=4+1=5
يعني ان الكلام جاء في المرحلة الخامسة بعد خلق الأرض وهو ثنائي القطبية سالب وموجب ضار ومفيد .
وجاء في القرآن الكريم (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون * سورة يس --82) نجد أن ما يقابل أحرف كن العدد( 7 ) وهو مهلة الأسبوع ومهلة اكتمال خلق السنوات والأرض وقيمته العددية الخلقية هي:
7=1+2+3+4+5+6+7=28 وهو عدد الأحرف في اللغة العربية.
والرقم 28=2+8=10 والرقم 10=0+1=1 ويعني الخالق الأول والمبدأ الفاعل في عملية الخلق أما كلمة ( فيكون )نجد أن ف=17 ي=10 ك=11 و=6 ن=14 والمجموع=58 =8+5=13=3+1=4 والأربعة هي أقسام الكلام بالغة العربية وهي إسم + فعل +حرف + شيء آخر تابع لنظام الكلام ونجد من خلال الدراسة أن العقل له أربع مستويات فاعلة نقوم بتوضيحها تباعاً.
المستوى الأول: العقل الكوني
يمثل الرقم (1 ) إيجابي وخلاق وهو نظام الكينونة الكلي.
العقل الكوني وعي نظام الوجود وبنيته وحقيقة اتصاله وتواصله وعي مرتبط في وجوده كل ما هو فيه ممثل ومرتبط في بناء الوجود إنه الكنز اللانهائي للمعرفة والعقل ومن خلاله نتعمق في وجوده ونتواصل لأنه طريقنا نحو الانفتاح والمحبة العقل الكوني هو مصدر الرموز الجماعية في العقل الإنساني ومركز اتصال كافة العلوم وجميع أنواع الفنون والحضارات وليست التماثلية في بنية الحضارات الإنسانية عبر التاريخ سوى التعاطي مع العقل الكوني بأشكال مختلفة ، فالحقيقة المعبرة عن أي موضوع معرفي تجد طريقها للوجود عبر جميع قنوات اتصال الوعي الإنساني مع هذا العقل لأنه مصدر اتصال وتواصل العقول جميعاً .
فالوعي بناءه الكلي يمكن أن نستقي منه المعرفة أينما كان موقعنا في الوجود وليس تماثل انتشار الأفكار في مناطق متباعدة من العالم سوى قدرة استشفافها لهذه الأفكار من نظامه.
فالعقل الكوني حقل معرفي متضمن في الوجود الكلي للكون يزودنا بكافة أشكال الوعي ومخزن جميع أفكارنا فلا غرابة من تماثل ظهور الأفكار في مناطق مختلفة من العالم لأن طبيعة ارتباط العقل الإنساني بالوعي هي واحدة وتخضع لنظام أرضي واحد يحدد الطبيعة المعرفية في بناءه فلو تغيرت طبيعة بناءه العضوية لتغيرت جميع أنواع المعرفة في بناءه فإذا وجد كائن عقلي على كوكب ما في نظام الكون يأخذ غذائه عن طريق التنفس بدون جهاز هضمي لتغيرت الطبيعة المعرفة وطريقة بناء هذا الكوكب بالكامل بما يناسب الطبيعة العقلية والحاجات المرتبطة بكائناته.
يمكن أن نفهم العقل الكوني من خلال نظرية الحقل ( المورفوجيني )
التي وضعها العالم البيولوجي البريطاني ( روبرت شلدريك ) من جامعة كامبردج تقول النظرية : إن الدماغ ليس سوى ليس سوى قناة تواصل مع العقل وليس هو مكان وجود العقل فقد شبه ذلك بهاذ التلفزيون الذي يستقبل الإرساليات المختلفة ولكنه ليس مصدر هذه الإرساليات ، وإذا أصيب التلفزيون بعطل ما لا يستطيع إعطاء أي صورة بالرغم من وجود الإرسال في الجو ويمكن توضيح المسألة من خلال التجربة التالية : قامت مجموعة من الباحثين بتعليم أغنية يابانية لمجموعة من الأشخاص يتحدثون الإنكليزية ولا يعرفون اليابانية نهائياً أعطوا هؤلاء الأشخاص أغنيتين يابانيتين مختلفتين وطلبوا منهم أن يحفظوهما .
الأغنية الأولى كانت أغنية شعبية معروفة عند كل اليابانيين أما الأغنية الثانية كانت أغنية من تأليف أحد الباحثين في اللجنة وكانت النتيجة أن الأشخاص وجدوا صعوبة في حفظ الأغنية الثانية أما الأغنية الأولى المشهورة فقد حفظوها بسهولة وسرعة كبيرة .
من جهة أخرى تم إجراء اختبار على سكان جزيرتين تبلغ المسافة بينهما ألاف الكيلومترات حيث لا يمكن التواصل بينهما بأي وسيلة من الوسائل وسكان الجزيرة الأولى يجهلون سكان الجزيرة الثانية تماماً وعندما يبتكر سكان الجزيرة الأولى أفكار جديدة ومجرد أن تصبح معروفة في حياتهم اليومية كان الفريق الباحث يلاحظ بعد فترة ظهور هذه الأفكار في الجزيرة الثانية وتصبح مألوفة أيضاً وبعد أن يتعاملوا بها ويطوروها أو يجروا عليها بعض التعديلات كانت هذه التعديلات تنتقل إلى سكان الجزيرة الأولى تلقائياً ويتم تبنيها .
أما الدلائل المرتبطة بالعقل وجميع أشكل المعرفة الإنسانية وغيرها يتم نقلها من بنية العقل الكوني ، فكل معرفة أو تقدم سيظهر عاجلاً أو آجلاً في بنية العقل البشري مهما اتخذت هذه الأفكار طابع السرّية والاحتكار فالعقل البشري يستمد وجوده من عقل أكبر وأوسع وإن الوعي المندرج في طبيعة الوجود سيتصل به العقل البشري ويتعرف عليه عاجلاً أم آجلاً ويكمن مصدر الإعاقة في عدم جاهزية العقل البشري لتقبل والتقاط وجذب كافة أشكال الوعي والمعرفة المرتبطة بالعقل الكوني ، وعندما تحين اللحظة ويكون العقل البشري قد وصل إلى العتبة القادرة على التعرف على مكونات العقل الكوني عندها سيتغير طابع الوجود الإنساني بالكامل وستظهر الحقائق واضحة وجلية وسنعرف بأن الكون بدأ وكأنه عقل عظيم بدلاً من حركات ميكانيكية عظيمة.


المستوى الثاني: العقل المخفي
هو عقل لاواعي سلبي يرتبط بقطبية العق الكوني من جهة وبالعقل الباطن من جهة أخرى ، إنه موسعة معرفية هائلة وغير ظاهرة للوجود من جهة أخرى ، العقل اللاواعي محجوب عن الوعي ومكانه الاشتمال الكلي لجميع المعلومات المدركة في بنائه يحمل كل ما عشناه لحظة بلحظة ويشمل وعينا الدقيق لمجمل الأحاسيس والسلوك والمعرفة والأعمال وكل ما يتصل بنا من وقت التشكل الجنيني وحتى الموت إنه شريط المعلومات الدقيق عن وعينا وسلوكنا لحظة بلحظة محفوظة بالضرورة التلقائية المعبرة عن تماهينا مع العالم بكل تفاصيله الدقيقة ويمكن معرفة المظاهر المهمة من حياتنا من خلاله وهو قادر على تزويدنا بالطاقات الإبداعية المطلوبة لأنه مخزن الوعي والحركة والأحاسيس دون ضياع.

المستوى الثالث: العقل الباطن
يمثل الرقم ثلاثة هو ناتج حيادي يحمل مضامين من العقل الكوني والعقل المخفي ويظهر أحياناً كعقل فاعل في حياتنا وأحياناً كعقل خاص يعمل في اللاشعور.
العقل الباطن هو عقل ما تحت الوعي يرافق عقلنا الواعي ويسجل انطباعنا عنه بشكل سري ويقوم بتنسيق المعلومات وإخراجها وفق نظام عقلي محدد بخصائص العقل الباطن ، فالعقل الباطن حاضر دائماً لإنقاذ العقل الواعي من المشاكل الطارئة في نظامه إنه يقوم بتغذية حاجاتنا من الوعي والتغيرات الجارية على وعينا لأنه الحافظ الناطق في المسائل التي تتطلب مصيراً موجهاً دالاً ومرشداً نحوى التكيف الأشد إلحاحاً في المصاعب والأزمات الخطيرة إنه عقل عامل بدون علمنا حركته مبطنة محاطة بحاجز وهمي تراقب سلوكنا دون وعيٍ منّا تظهر في لحظات الضرورة الحاسمة وفي المواقف البديهية والحدسية تغذي الوعي بمسائل مهمة ، فعند رؤية أحد العلماء في منامه مجموعة من الأفاعي ملتفة بشكل حلقي توصل إلى اكتشاف الرابطة المغلقة في الكيمياء العضوية ، وغالباً ما يُكبت العقل الباطن في مسائل معينة أو يتم تجاهل إيحائه بما يؤدي للتسبب في خسارة فادحة نظراً لعدم الإصغاء إلى الصوت الداخلي الصادر عنه.

المستوى الرابع: العقل الواعي
يمثله الرقم أربعة لأنه خلق جديد مبدع وفاعل في نظام الحياة يمتلك مخزون معرفي قادر على وعي المحيط وإبداع المعارف إنه صورة مصغرة عن الوعي الكوني خاضع للتطور والتقدم يتفاعل مع المستويات الثلاث للعقل ويسعى دائماً للارتفاع لمستوى العقل الكوني من خلال توسيع دائرته المعرفية المتراكمة في بنائه ويعمل بكل ما لديه من طاقات حتى يصل إلى لحظة الانفتاح على العقل الكوني عنها يخلد وجوده في نظام الكون العظيم.
فقد أكد الفيلسوف الفرنسي ( رينيه ديكارت ) عندما قال ( أنا أفكر إذاً أنا موجود ) فالعقل الواعي يعمل لمعرفة الذات وجميع المعلومات من خلال الحواس كإدراك واعي وعاكس للبيئة الخارجية يحلل ويركب حسب طبيعته الفكرية إنه عقل عميق الدلائل يمتلك كنوز معرفية عميقة الأبعاد ومعرفة ظاهرة للوجود تقوم بتوجيه انتباهه نحوى العالم المحيط به .
يعمل العقل بشكل دائم لترشيح المعلومات في العقل الباطن لتأمين مساحة حرة جاهزة دائماً للتفكير والاستيعاب ، فإذا لم يقم بضخ المعلومات باتجاه العقل الباطن والمخفي يصاب بالشلل وعدم القدرة على التحليل والتركيب نظراً لكثرة المعارف المكتظة في بنائه وإن أي خلل في عملية البرمجة العقلية يمكن أن تؤدي إلى مشاكل نفسية وعصبية فالغزارة الغير منتظمة للمعلومات الواردة من أعماق اللاوعي تجمد أحاسيسنا وتصعقنا وهذا ما يظهر عند المرضى المصابين بانفصام العقل ( الشيزوفرينبا ).
إنهم مصابون بالعصف الذهني المتواصل يستحيل معه التكيف مع المحيط الخارجي.
والسلامة العقلية نابعة من تركيز العقل نحو موضوع معين لإنجاز التقدم في مهام العقل المتغيرة لأن العقل الواعي هو رسولنا اليقظ في نظام الكون الواسع ، إنه قادر على إعطائنا الأجوبة المحددة التي تمثل غاية وجودنا في هذا الكون.

حسين عجمية
Ansaroz56@hotmail.com
مراجع البحث:
1 – من أسرار العقل -- إعداد غدويس وغروس --- ترجمة أحمد رفو صادر عن دار علاء الدين --- دمشق 2004
2 --- العقل الكوني --- علاء الدين الحلبي صادر عن دار دمشق --- دمشق سوريا 2006






السبت، 4 أكتوبر 2008

مدارات زمنية عاجلة











أرض بأبعاد التلاقي 000 تغيّر وجهها
متعرجاً بين المسافات القصيرة
يرفع بين عينيه العناء
متوحداً يجري برقة ذاته
لا يدر أنه والبكاء
لا يدر أنه في ابتسامات الصباح
وكلُّ ما يأتي على الفقراء
ترسله المسافة بين أرضنا والسماء
ويرسله التفوق في مجال القهر
عنواناً إلى المرضى بطاعون الشقاء
بطاعون التخاذل عن قراءة ما يدور
بين اجتماع الجار والمجرور
وأسرار الشموع
طاقة ما يرى الأحلام عهراً
ويحلم أن يكون
قرب من وصلوا نهايات الخفاء
نهايات الغروب مع المساء
شعاعاً يرتفع وسط السماء
دائراً مع مجده
وينام في الأرض البلاء
والموت بين وجودنا نهراً
ونعيش قهراً
نعيش عمرنا دون أن ندري
بأن بنا ولادة
نراقب كيف يرتجف السكون
عضوان يلتحمان 000 بقانون الإله
قانون الوجود مع المحبة
بقايا من عناصر موتنا
تأتي من الزمن السحيق
تسحق ما جناه الفقر أموالاً
وأشلاء عذاب
*******
غاب النضال لأن به ( استوين)
طبخونا في قدرِ نحاسي القوام
والرأس ينتظر الشواء
هذا ولم ندر بأن الفرق
قد وصل اهتراء
هذا ولم ندر بأن الفرق
قد عمل لنأكل بالصيام
لأن العابدين توزعوا مرضى
بطاعون القيامة
والعارفين توزعوا حبراً
ليأكلوا من قمامة
والعاملون بجدهم أخذوا السلامة
توزعت أركانهم عند الرصيف
للناظرين
كيف تأتينا الإمامة
كيف يأتي الكون مع وهج الرسالة
مع مهدي البريّة بالعلامة
والأرض فينا تدور
كي تصل الحمامة
*******
الماء ملتصق بجذر وجودنا
أبعاده التحمت بأمواج المحيط
وتباعدت عنه النهاية
حبسوه في سجن الهواية
الناس أحياء وموتى
والبحر لم يغسل يديه
منذ أن دخل الحضارة
وصل الزمان إليه مرتجفاًَ
شدة الإنهاك من حمل الحديد
حمل البقايا من الجليد
دوائر التكوين عند وجودنا
تضخم كلُّ ما فيها
وأثقل بالوعيد
والحب غاب مع الجديد
عطاءنا صار نقداً
والعيش في زمن الحروب
غيّرت أشكاله قمم الرؤوس
والأرض غيّرها التقاطع
قبل قدومها ليلاً
يلاقيها اللصوص
خافت أن تنام مع الدعارة
في بيوت الجن
انقلبت صحاريها عذاب
والبحر يأكل ما لديه من الخراب
*******
نوعان لم يرثوا الضلالة
النحلٌ عايشها اشتياق
لمواسم الزهر المرطب بالحنين
مع الحنان
كلّما ولد الشروق له سؤال
عن مصدر الأوجاع
في فن الكتابة والكتاب
في فن من يهوى التساؤل
عن مصير النمل
يجري ليأكل من فتاة الأرض
وبقايا من زرع الحياة
بين أمراض البلاء
يتحرك التمساح مسروراً
يبكي مع الآلام مندهشاً
لصوت الخوف
يهمس قرب سمعه بالدعاء
ليأتي القادم الموعود
أفضل ما يكون له النداء
نداءٌ بالوصول إلى السماء
يلاقي أحلام المودة
تسبح مع مجال العالم الفوقي
تبحث عن صديق
كواكب لا تعرف الإسراف
في ضخ أمواج المحبة
عندما يأتي الشتاء
يسقط الدمع ارتفاعاً
خارج الآلام والهم العنيد
تتغير الآمال
بأرواح المواليد الصغيرة
والرجال
بأرواح النساء القادرات
على مراقبة التغير
في مسار اللمس
عند وصول أطراف الحرارة
للشفاه
ترى الأهوال قد تقع
ويرتفع البكاء
وينام صمتها حائراً
بين انخفاض الوعي
وتزايد الآلام
في مجرى التواصل والبقاء
والنمل يجري في مدار الشوق
يرى اللمسات في مجرى الطريق
نسائم تعتز بالصدر العريق
قرب أوجاع الحياة
والحب يرميها أحاسيس اشتياق
عند اللقاء نراه قد وصل عذاب
يجمع ضمن حجرته
بقايا من مذلته
وأعشاب تنام تحت سترته
الزرع بينها قد تجزر
يلاقي مصيره جرفاً
بأفواه الشفاه
فالنمل يربطه الشقاء
بمصير أرضنا والبقاء